🌟 كودفولتديوس – الرجل الذي حمل اسم إرادة الله
تُذْكَر سيرته في 19 فبراير
📖 الإنجيل المقترح :
"لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض." (متى 6:10)
🏺 سيرة بأسلوب الحكاية :
منذ قرون طويلة، في قرطاج، حيث كانت رياح الصحراء تلامس الأعمدة الرومانية، وُلد رجل اسمه بحد ذاته صلاة: كودفولتديوس، ما يريده الله.
كان شماسًا شابًا لامعًا، يجوب شوارع المدينة يتأمل الكتب المقدسة، وقلبه يتوق إلى مستقبل يراه مهددًا. لم يكن بعد أسقفًا، لكنه كان يعرف القديس أوغسطينوس. وها هو يطلب منه طلبًا جريئًا: أن يكتب كتابًا عن الهرطقات. فاستجاب أوغسطينوس، وولد كتاب في الهرطقات.
عندما توفي الأسقف كابريول، خلفه كودفولتديوس على كرسي الأسقفية. وأصبح راعيًا لقطيع مهدد، لا بالطاعون ولا بالجوع، بل بالغزو.
عام 439. سقطت قرطاج في يد الملك الوندالي جينسريك، وهو آريوسي متعصب. وتعرضت الكنيسة للاضطهاد. فنُفي كودفولتديوس مع الكهنة، وركبوا سفنًا بلا شراع ولا مجذاف. وقادتهم العناية الإلهية إلى نابولي.
وهناك، في سراديب القديس ياناريوس، لم يترك الأسقف الأفريقي شعبه: بل كتب، وبشّر، وحارب هرطقة بيلاجيوس، وترك مؤلفاتٍ نُسبت طويلًا إلى غيره، مثل أوغسطينوس أو بروسبير الإكويني.
توفي قبل شتاء عام 454، في المنفى، لكنه حافظ على إيمانه حيًا. ربما دُفن في نابولي، بعيدًا عن قرطاج الحبيبة… لكنه قريب من مدينة الله.
📜 فكره وتعاليمه :
كان كودفولتديوس سيدًا لوعود الله. في كتابه كتاب وعود الله ونبوءاته، جمع أقوال الله كما يجمع الصائغ اللآلئ: وعدًا تلو الآخر، ونبوءةً بعد نبوءة، من التكوين حتى نهاية الأزمنة.
ورأى في الحكمة الوثنية إشاراتٍ تمهّد للوحي. ففي رسالته ضد خمس هرطقات، يشير إلى هرمس مثلث العظمة بوصفه "نبيًا وثنيًا"، في محاولة فريدة لفتح باب الحوار مع التراث القديم.
🙏 صلاة للقديس كودفولتديوس :
يا رب، أنت الذي تمنح الإنسان اسمًا أعظم من ذاته،
علّمنا أن نرغب فيما تريده، أن نسير بلا شراع ولا مجذاف،
في عواصف هذا العالم.بشفاعة القديس كودفولتديوس،
قوِّ كنيستك المضطهدة، واسند المنفيين،
واجعلنا باحثين عن الحق،
في قرطاج، أو نابولي، أو في أعماق القلوب.آمين.
Commentaires
Enregistrer un commentaire