✨ البطريرك ذو الأيقونات الذهبية: القديس جيرمانوس الأول القسطنطيني – ساهرُ الصورِ المقدسة
📖 الإنجيل (يوحنا ١٤: ٢٣)
« إن أحبني أحدٌ، يحفظ كلامي، فيحبه أبي، ونأتي إليه ونجعل عنده منزلاً. »
🌙 السيرة بأسلوب "ألف ليلة وليلة"
في القسطنطينية، المدينة التي تنام تحت قباب من ذهب وتصحو على تراتيل النسّاك، وُلد رجلٌ من سلالة العظماء، اسمه جيرمانوس، ابنُ سيناتورٍ أعدمه الطغيان. بدلًا من أن يُمسك سيف الانتقام، حمل صليب الصمت، ودخل صومعة من نور، حيث البخور يعلو كما الدعاء في ليالٍ بلا قمر.
ارتفع إلى كرسـي البطريركية كما تُرفع القناديل في المآذن، وصار حامي الأيقونات، تلك النوافذ التي يطل منها الإله على القلوب. فلما جاء الإمبراطور ليون، بوجهٍ قاسٍ كالحجارة، وأراد تحطيم الصور، صرخ جيرمانوس: « من يُنكر وجه المسيح، يُنكر التجسد نفسه. »
فنفوه، لكنه لم يصرخ، بل سار في طريق المنفى كمن يسير نحو جبل التجلي. وفي عزلته، كتب، وأنشد، وصلى... حتى صار هو نفسه أيقونة حيّة من صمتٍ ومجد.
ومات كما يموت العطر في القارورة: لا يُرى، لكنه يبقى.
واليوم، في كنائس الشرق، يُهمَسُ اسمه كما يُهمَس بالحب القديم، وتبقى روحه بخورًا لا ينطفئ.
🙏 صلاة
يا جيرمانوس، يا ساهرَ الصورِ، وصديقَ الوجوهِ الإلهية،
أنتَ الذي لم تخَف حين أراد الجبابرة طمس وجه المسيح،
هبْ لنا شجاعتك، وحرارتك، وأمانتك لمن لا يُرى إلا بالقلب.
علّمنا أن ندافع عن الجمال السماوي،
وأن نكون شهودًا في زمن الصمت.
آمين.
Commentaires
Enregistrer un commentaire